Monday, July 11, 2011

القياس والتقويم في التعليم الالكتروني


للمدرب في نمط التعليم عن بعد في الكثير من الأحيان دور في التقييم، ويطلب منه في بعض الأحيان أن يصمم أنشطة بهدف التقييم، وهذا المقال يعالج بشكل أساسي دور المدرب فيما يتعلق بعملية التقييم.
لا يخفى على أحد في مجال التعليم الالكتروني أن عملية التقييم تكون عادة بانشاء أسئلة ذات خيارات متعددة. واذا كان استخدام هذا النمط مجديا، في حال قيام المصمم باتباع التعليمات الضرورية (للمزيد قراءة مسودة غريكو) لانشاءها فإن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مرجعيات واضحة لأسس التقييم الالكتروني.
ويتطلب التفكير بانشاء نشاط ذات طابع تقييمي طرح بعض التساؤلات حول ما يتوجب تقييمه (قياس مدي استيعاب ما تم اكتسابه، تحديد الألية، ..) ولمن (المتدرب، موقعه من السلسلة،...) متى ؟ (قبل الدورة التعليمية أو بعدها)، الكيفية؟ (نوعية التقويم، أسئلة ذات خيارات متعددة، مواضيع انشائية معقدة): النتائج التي يجب أن يخرج بها التقييم (التقييم، ردة الفعل).
ويجب أيضا تحديد علمية التقييم ضمن نطاقها التعليمي أو المنهجي : التقييم التشخيصي، وتلخيصي، ومعياري، وتكويني.
وفي يتعلق بهذا الخصوص فإنه هنالك الكثير من المغالطات بين مؤيدي التقييم التلخيصي والذين يرون أن اداء الطالب يتم ترجمته على شكل علامة (وأغلبية التقييم باستخدام اسئلة ذات أجوبة متعددة قائمة على نفس المبدأ) ومؤيدي التقييم التكويني والذين يرفضون الحكم على وضعية الملعومات وبدلا من ذلك أن تقوم تلك المعلومات بخدمة نفسها حتى تتيح استمرارية عملية التعلم من قبل الطالب. وهذا النقاش المحتدم حول العلامة، والتي هي ضرورية بالنسبة لأنصار التقييم التلخيصي، بينما لا فائدة منها بالنسبة لأنصار التقييم التكويني.
والعلامة هي عبارة عن تغذية راجعة للطالب اعتاد أن يراها منذ الصغر، وفي الحياة المهنية، فإن العلامة مطلوبة أكثر فأكثر. وبغض النظر عن مدى أهمية العلامة بالنسبة لنا، فقد أصبحت المقياس المفضل عن أية أمور اخرى: الدقة، والموضوعية، الخ. (للمزيد قراءة : الموضوعية الضرورية للتقييم). والاستخدام الألي للأسئلة ذات الخيارات المتعددة يخدم هذه النظرة، وهذه البدعة، مما يستدعي التفكير في اختيار طريقة اخرى للتقييم؟
وللاجابة على السؤال، من المهم التمييز بين مفاهيم القياس والتقييم. والاختبار هو قياس انتاج ما بالنسبة الى نموذج موحد، بالنسبة الى قاعدة، وقياس التباعد بين الصيغتين، وكل تباعد هو عبارة عن خسارة عدة نقاط نسبة الى العلامة القصوى الممكن الحصول عليها، وهذا ما يقوم به التقويم التلخيصي. وفي نفس الاتجاه، هذا النوع من التقييم لا يتيح للطالب من الحصول على تغذية راجعة مفصلة، ولا تخدم عملية التعلم لانها مبنية فقط على التصليح. أما ردة الفعل العكسية أو التغذية الراجعة، هدفها هو الاستفادة القصوى من النقاط الايجابية على حساب النقاط السلبية في العمل الذي يقدمه الطالب، كما أنها تضعه ضمن سياق العملية التعليمية ككل، وتوفر اساليب تعمق المفاهيم لدى الطالب، وتفتح الأبواب أمام التبادلية والتفاوض على الجوهر، وبالتالي تتيح ايضا امكانية التصويب، وهذا ما يطمح له التقييم التكويني.
وهل يعني ذلك أنه ينبغي على هذه الطرق أن تلغي بعضها البعض ؟ هنالك العديد ممن يوافقون على هذا الاقتراح، ولكنني شخصيا أقل قطعية بكثير. فإذا كانت ميولي أكثر بإتجاه التغذية الراجعة، فهل يعني ذلك أنني لن استخدم التقييم التلخيصي؟ وهل الالتزام بالأسس النظرية للتقييم والتي تريح المدرب، تخدم الطالب أم لا ؟
وهناك عامل اخر مهم يساهم في ترجيح كفة التقييم التلخيصي، وهو أنه عدم الاعتراف بالتقييم كنشاط تربوي متكامل. أو بصيغة اخرى، التغذية الراجعة للطلبة لا تكون الا من خلال اسئلة الاختيار المتعدد، والتي لا يلزم الكثير من الوقت لتصميمها. وهذا يعني أيضا أن المؤسسات التربوية ليست مستعدة لان توفر ميزانية خاصة بمهام التقييم وبشكل ادق الوقت اللازم لترسيم التغذية الراجعة للطلبة. 

مترجم عن الفرنسية
جاك روديه



No comments:

Post a Comment